بقلم محمد حبش
فكّر في أي مورد متاح لديك، سيارتك، بيتك، أداة كهربائية، شبكتك اللاسلكية ..أي شيء يمكنك أن تؤجره لطرف آخر يحتاجه لمدة معينة ليعيد استخدامه معك ويستفيد منه بمقابل معلوم .ليس بالضرورة أن نتحدث عن كامل سيارتك، بل توصيلة فيها، ولا كامل بيتك بل غرفة معينة بالتشارك معك.
يعود مفهوم الاقتصاد التشاركي إلى بحث أكاديمي نشر عام 1978 بعنوان " البنية المجتمعية والاستهلاك التعاوني" وكان يتحدث عن مشاركة السيارات، لكن ما الذي جعل السنوات الأخيرة محمومة للغاية لدرجة أن مجلة التايم اعتبرت هذا المفهوم أحد الأفكار التي ستغير العالم؟ إنها الهواتف الذكية والتطور التقني الحاصل اليوم.
خلال السنوات الخمس الأخيرة ظهرت تطبيقات كثيرة جداً ضمن الاقتصاد التشاركي، الهدف العام منها تخفيض التكاليف من خلال تعزيز القيمة والمنافع المتحصلة والتي تعود بالفائدة المباشرة على الطرفين. من المتوقع أن يصل حجم الاقتصاد التشاركي إلى 335 مليار دولار خلال عشر سنوات مرتفعاً عن حجمه الحالي المقدر بنحو 15 مليار دولار كعائدات سنوية تجنيها هذه التطبيقات والخدمات.
ساعدت تلك التطبيقات وانتشار الهواتف الذكية على إحداث تأثيرات كبيرة وهامة في صناعات راسخة كالنقل والفنادق، لدرجة أن كل زيادة 10% في الحجوزات عبر Airbnb تؤدي لإنخفاض في عائدات حجوزات الغرف الفندقية بنحو 0.35% ما دفع الفنادق لخفض أسعارها حتى تبقى تنافسية.
ثقافة السكن المشترك